قبل أسابيع قليلة تحدث صديقي علي المصنف على حسابه في سنابشات عن تأثير الشباب في وسائل التواصل الإجتماعي ومدى أهمية ذلك والرغبة في وجود مزيد من “المتحدثين” بوعي في سبيل التطوير والتقدم وخدمة الأوطان.
.
ولا يختلف اثنان في مدى تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على حياتنا -أيًا كان هذا التأثير- ومدى تأثر الأشخاص ببعضهم نتيجة نقاشات الفيسبوك أو مواعظ السنابشات أو تغريدات تويتر وهلم جرًا.
.
ولكن كيف يمكن للأشخاص الغير موهوبين في الخطابة أو صياغة الكلام والأفكار أن يكونوا مؤثرين مثل غيرهم؟
وهل كل الأشخاص “المشاهير” أصحاب محتوى جيد وبناء؟
.
حيث أن الكثير من الشباب يرهن عقله لدى “المشاهير”، ويسمح لأي طرف مؤثر أن يملي عليه الأفكار والقرارات وماذا يحب وماذا يكره وأي الأفلام يجب أن يشاهد وماذا يقتني – خصوصًا مع الإعلانات المبتذلة – وما إلى ذلك من الحمى الإستهلاكيه في شتى المجالات.
.
أو حتى في مراحل مبكرة من “العبودية” بأن يعطي الإعجابات والمشاركة لكل ما يرد من قبل “المؤثرين” وإن لم يكونوا مشاهير.
وفي كل مرحلة يتطور فيها الأمر تجد الشخص لا يعي ذلك تدريجيًا، حتى يفقد امتلاكه لعقله بصورة أو بأخرى!
وآخر مراحل الوباء هي إعطاء الشهرة لغير أهلها، ويزداد بطبيعة الحال عدد المؤثرين عديمي المعرفة والثقافة؛ حينها تصبح وسائل التواصل الإجتماعي أشبه بمزرعة بكتيريا في معمل قذر!
اقرأ أيضًا: السن القانوني لاستخدام الإنترنت !.
القيمة في وسائل التواصل الإجتماعي:
تخيل وسائل التواصل الإجتماعي جميعها مثل سوق ضخم فيه مئات المحلات وكلها تعرض أنواعًا مختلفة من البضائع؛ والفارق في وسائل التواصل الإجتماعي أنها أشمل فالكل هنا بائع ومشتري.
رأس المال هو متابعتك والإعجاب الواحد والمشاركة وحتى التعليق، هذا هو مالك وقيمتك هنا.
لا تفقد قيمتك ولا تعطي مالك لمن لا يستحق، أكبر تأثير يمكنك القيام به -قبل الخطابة والنصح- هو أن تعطي كل ذي حق حقه.
كما أن أفضل وسيلة للتعبير عن عدم إعجابك بمحتوى ما أو شخص ما هي أن لا تعطيه أيًا من “مالك”، فمن السذاجة أن تقوم بالإعجاب والتعليق ومن ثم تستنكر هذا المحتوى!
.
ختامًا التأثير بيد كل شخص منا وليس حصرًا على المشاهير. ومن الجميل أن تجعل من نفسك قيمة يبحث الجميع عن تقديم الأفضل للحصول على “مالك”. ومن الحكمة التعامل بصورة أفضل مع المحتوى السئ أو الغير مرغوب ب”التطنيش” بدلًا عن إلقاء اللوم ونشر المحتوى أو “الشخص” فوق ما يستحق.