تدويني
  • |

  • |

  • |

  • |

تدويني
  • الرئيسية

  • الارشيف

  • كُتًّاب تدويني

  • سياسة الخصوصية

  • رواية سبع نساء ونصف

كيف تكتب مقالًا بسيطًا!

لـ سمية طه

31/05/2016 | خبرات، كتابة وتدوين، مهارات وأساليب، نصائح وتجارب

كيف تكتب مقالًا بسيطًا!

كتابة مقال

أصبح التدوين جزءًا من ثقافة اليوم الحضرية التي نعيشها في تسارع كلبٍ مجنونٍ لاهث، وسواءً كان تدوينًا كتابيًا أو مرئيًا فهو يحفظ كمًا من البيانات والمعلومات ويثري الحصيلة الثقافية للبشرية. وبقدر ما حل التدوين المرئي مشكلة الكثيرين الذين لا يستطيعون ترتيب الجمل و كتابة مقال ، فلا يزال هناك قدرٌ كبير من الناس يشعرون بالخجل من الحديث أمام الكاميرا أو إظهار أجزاء من حياتهم ومنهم. لذا يكون خيار كتابة هذه الأفكار أفضل من نواحٍ كثيرةٍ بالنسبة لهم، وأولها اتاحة الفرصة لهم للحديث وترتيب حديثهم على مهلٍ وبالطريقة التي تريحهم.

.

وبقدر ما تعنيني أهمية التدوين كإرث إنساني ثمين وسجل تجارب غني ومصدر معلومات واسع، فطريقة كتاب مقال بسيط هي ما يعنيني عنه هنا. فالكثير منا تراوده الأفكار طوال الوقت في الطريق أو العمل أو المنزل أو حتى الحمام، ومعظم الأفكار يتلاشى في الفراغ لصعوبةٍ في تدوينها أو حتى تكاسلٍ، وأحيانًا تؤدي عملية التأجيل في التدوين أو عدم معرفة من أين نبدأ في الكتابة إلى ضياع الفكرة تمامًا.

دائمًا البداية صفحة فارغة !

دائمًا البداية صفحة فارغة !

 

يحدث معي هذا، وربما يحدث معكم أيضًا! ومع الوقت اكتشفت أنه لكتابة فكرةٍ ما علينا تحضير حقيبة أدوات تشريحٍ “سفري” في أدمغتنا، لأن كل فكرةٍ هي حشرةٌ مجنحة؛ إن لم نمسكها ونشرحها وندونها في ذات اللحظة فستطير غالبًا باحتمالٍ أقل من ضئيلٍ بأن نلتقيها مجددًا أو بالغالب ستموت! وإن كان التدوين صعبًا في اللحظة لظروف مثل العمل أو ضيوف فيفضل أن تدون أهم ما في الفكرة في مفكرة صغيرة تكون متوفرةً دائمًا لهذا الغرض. لا تكتف بتدوين كلمتين أو ثلاث، اكتب كلماتٍ موحية ستنشط الفكرة من جديد في ذهنك حين تعيد النظر إليها، ولو توفر لديك بعض الوقت وكان في ذهنك تخيل لجزئية من النص، فدونها بالتأكيد! إن الأفكار النصية المتسلسلة تشبه الوحي الذي ينزل مرة واحدةً بالأغلب، واستعادتها كما خطرت صعبٌ من صعوبة استعادة لحظة ذهنية وشعورية ممزوجةٍ معًا.

.

ولتبدأ كتابة مقال جهز عدة تشريحك أولًا وأمسك حشرتك وضعها على طاولة التشريح: ما الذي أتى بهذه الحشرة إلى رأسي؟ أجنحتها بالتأكيد حملتها إلى هنا؛ ولتكن الأجنحة في الكتابة هي مستثيرات الفكرة الخارجية أو الداخلية، قص الأجنحة وشرّحها” لتحدد ماهية الشيء الذي جعلك بدايةً تفكر في هذا الأمر” أو “الشيء الذي تحب أن تجعله كمدخلٍ في حديثك لقارئك”. وسواءً بدأت من حيث بدأت الفكرة في رأسك أو أتت إليه وتحدثت بصدقٍ تام، أو ابتكرت مدخلًا شيقًا لقارئك لتحمله على متابعة القراءة فهو ما سيكون مقدمة مقالك بكل الأحوال. ستؤدي مقدمة المقال دور المذيع الذي يمهد لقصةٍ مصورة.

 

write-593333_1280

تدوين الأفكار أولًا بأول للحفاظ عليها من الضياع

 

بعد ذلك نمسك جسد الحشرة، وننظر داخله بعمق. وهي نظرةٌ داخلية لأنفسنا بالتأكيد، إلى موروثنا الثقافي وأفكارنا التي بنيناها طوال الوقت عن هذه الفكرة؛ بالإضافة إلى مشاعرنا ودرجة تأييدنا لها.

إن معظم الأفكار لا تأتي من فراغ أو من مشاهدةٍ عابرةٍ لمشهدٍ قصيرٍ لا يتجاوز الثواني، بل إنها تتكون بمرور الوقت من مشاهدات متعددة وأفكار محيطةٍ تتغذى بها، حتى تأتي لحظة نضجٍ ما ووضوح تتحرك فيها حشرة الفكرة فوق رؤوسنا تخبرنا أن أفكارنا تجمعت وأصبحت كبيرةً بما يكفي لنشعر بها وندرك محتواها. وحين تكتب هذا في جسد المقال تشرح هذه التفاصيل المتعلقة بمخزون المعلومات عندك، تورد أفكارًا وتدعمها، تبدي سخطك أو رضاك عنها، تقيمها وتضرب أمثلة بتسلسلٍ منطقيٍ لكل ما تقوله؛ بالنسبة لك أو كما سيبدو للقارئ ليصله ما تود قوله له بشكلٍ صحيح.

.

وفي آخر المقال ستكتفي ببضعة أسطر، تفتح فيها رأس الحشرة وهو أهم جزءٍ بالتأكيد. ستلخص أهم فكرةٍ وستضع خاتمةً واضحة ومنطقية لا يهم نوعها أيًا كان! استفهاميةً أو استنتاجيةً أو اعتذاريةً أو حتى تراجعية. الأهم من ذلك أن تسير وفق دفق تسلسل القراءة الشعوري والمنطقي للمتلقي، من التصاعدية البطيئة في المقدمة والاهتزازات الكثيرة في جسد المقال إلى الهبوط في الخاتمة والذي سيوصل ذهن القارئ إلى الوجهة مع تحريكِ شيءٍ في دواخله، أثر يجعله لا ينسى مقالك بمجرد الانتهاء منه.

 

Writing_Quote_298

لا وقت أفضل للبدء من الآن

اقرأ أيضًا: عشرة تحديات يجب أن تقوم بها خلال العام الجديد

وكما كل الأشياء في حياتنا والتي تحتاج للكثير من التدريب لاتقانها، فالكتابة تحتاج للمثابرة والاستمرارية لتصبح سهلة وسلسلة، وممتعة ومفيدة في الوقت نفسه. لا شك بأنك الآن تتذكر فكرةً ترغب في كتابة مقال عنها، أحضر ورقة وقلمًا أو اكتفِ بفتح الويندوز أو نوتةً في هاتفك الذكي وطبق ما قرأته هنا واكتب مقالك.

.

“لا وقت أفضل للبدء من الآن”..

مرتبط

البقلاوة: أسلوب استفزاز!
مقابلة عمل مع البقلاوة | تدويني
20 درسًا حياتيًا مما لن يخبرك عنه أحد
دروس الحياة | تدويني
1
  • تويتر
  • فيسبوك
  • بنترست
  • واتساب
الكتابةالمحتوىنصائح

اقرأ أيضًا على تدويني:

  • الحزن الذي يتلو الخسارة

    الحزن الذي يتلو الخسارة

    وعدا الحزن الذي سيلازمك طيلة حياتك دون شفاء، فإن الصدمة والفاجعة في أول الأمر، وسماع الخبر، أو عيش اللحظات الأولى، أشبه بماءٍ باردٍ ينسكب على رأسك وأنت نائم بأمان..

    الحزن الذي يتلو الخسارة اقرأ المزيد
  • 5 دروس طبخ في مدرسة بلا مطبخ!

    5 دروس طبخ في مدرسة بلا مطبخ!

    تُعطي المدارس دروس طبخ للطلاب من جميع الأعمار لما له من قيمة إثرائية، تنمي مهارات الطلاب، وتزيد من وعيهم بالغداء والوجبات الصحية، كما أنها ترفع قيمة كثير من الأشياء والخدمات المحيطة بهم.

    5 دروس طبخ في مدرسة بلا مطبخ! اقرأ المزيد
  • من كوالالمبور إلى اسطنبول (1)

    من كوالالمبور إلى اسطنبول (1)

    وما بين كوالالمبور و اسطنبول ، مابين طرفي قارة آسيا، كانت نقلة نوعيةً بالنسبة لنا، نسير كل يومٍ ونحن نلاحظ الفروقات بين الدولتين، ونسعد ببعض الأشياء التي تواجهنا، ونفتقد ما تعودنا وجوده في ماليزيا.

    من كوالالمبور إلى اسطنبول (1) اقرأ المزيد

شاركنا رأيكإلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الأكثر قراءة

  • حل الصراعات - طفل مشاكس | تدويني
    حل الصراعات مع الأطفال
    30 يناير، 2017
  • مخاطر الإنترنت والأطفال | تدويني
    السن القانوني لاستخدام الإنترنت !
    2 يونيو، 2016
  • الأطفال العفاريت | تدويني
    كيف تبقي العفريت في طفلك مشغولًا طوال الصيف
    15 يونيو، 2016

اشترك في نشرة تدويني

مقالاتنا تأتي إليك أولًا بأول

إعلان

إحصائيات المدونة

  • 44٬959 زائر وزائرة

تابعنا

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Pinterest
  • RSS

تصنيفات المقالات

نشرة تدويني البريدية

مقالاتنا تأتي إليك أولًا بأول

انضم مع 10 مشتركين

زيارات تدويني

  • 44٬959 زائر وزائرة
Privacy & Cookies: This site uses cookies. By continuing to use this website, you agree to their use.
To find out more, including how to control cookies, see here: سياسة الخصوصية

تدويني على شبكات التواصل

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Pinterest
  • RSS

صفحات تدويني

  • الرئيسية
  • الارشيف
  • كُتًّاب تدويني
  • سياسة الخصوصية
  • رواية سبع نساء ونصف
تدويني - مدونة شخصية © 2015 - 2020

  • تويتر
  • فيسبوك
  • بنترست
  • واتساب