قبل عام كامل، في أواخر فبراير 2018، وتحديدًا في العشرين من فبراير، وصلني ايميل تهنئة بفوزي بمنحة المورد الثقافي التي تقدمت لها قبل أربعة أشهر بمخطط رواية ” سبع نساء ونصف”. واليوم أنجزت ال رواية ، وتم تسليم المسودة النهائية “وأخيرًا”.
ومابين إعلان الفوز بالمنحة، وتسليم المسودة النهائية، كان عاما طويلًا للغاية، مملوءا بالكثير من السهر والكثير من التضحيات والتنازلات، والتوتر والقلق.
لم أتمكن من التفرغ التام لكتابة رواية “سبع نساء ونصف”، كان لدي عملي بدوام كامل في روضة أطفال، وعملين جزئيين آخرين يتضمنان التدريس في المساء والعطلات الأسبوعية. واحتجت أن أجد بعض الوقت للكتابة فاضطررت أن أترك أحد العملين الجزئيين، وتحمل تبعاته.
لم يكن الأمر سهلًا، فعدا التوقف عن الخروج وقضاء الوقت مع الاصدقاء، كان عملي مع الاطفال منهكًا جدًا، أعود للمنزل بذهن فارغٍ وطاقة بمستوى تحت الصفر. تغيرت ساعات نومي، ومرضت عددًا من المرات، وأصبحت دائمًا مرهقة.
فكرت كثيرًا أن أتخلى عن الأمر، أن أتوقف عن الكتابة، ولازمني الاحباط لأسابيع طويلة، لكني لم أستطع التوقف فحسب!
طيلة حياتي كنت محاطة بالكثير من النساء اللواتي كن يعانين بشدة في حياتهن، كن حكايا بؤس مزرٍ لم تحكى بعد! شعرت أن علي أن أحكيها، أن أكتبها لتصل لأكبر عددٍ من الناس، فليس من العدل أن تموت حكاياتهن ومعاناتهن وتضحيتهن للأبد.
اقرأ أيضُا: عشرة تحديات يجب أن تقوم بها خلال العام الجديد
كان عامًا طويلًا، وفخورة بما أنجزته خلاله، رغم عدم رضاي التام عن العمل. أتصور أنه كان بإمكانه أن يكون أفضل قليلًا لو اتسعت مساحة الوقت.
كان عامًا طويلًا، وعلى الأقل؛ حين أعد الأعوام الماضية من عمري، لن يكون عامًا عابرًا دون أثر.
سمية – ماليزيا
28 فبراير 2019