الحزن الذي يتلو الخسارة
وعدا الحزن الذي سيلازمك طيلة حياتك دون شفاء، فإن الصدمة والفاجعة في أول الأمر، وسماع الخبر، أو عيش اللحظات الأولى، أشبه بماءٍ باردٍ ينسكب على رأسك وأنت نائم بأمان..
وعدا الحزن الذي سيلازمك طيلة حياتك دون شفاء، فإن الصدمة والفاجعة في أول الأمر، وسماع الخبر، أو عيش اللحظات الأولى، أشبه بماءٍ باردٍ ينسكب على رأسك وأنت نائم بأمان..
وحين أزيح ستائر الذاكرة وأشاهد عرضها، تظهر أمّي امرأةً بيضاء بعينيين واسعتين وشعرٍ ناعمٍ خفيف يلتف حول وجهها وهي تضحك، لا أستطيع تذكرها إلا ضاحكةً .. حتى وهي تكسر ملاعق مطبخها الخشبية على ظهور اخوتي الأولاد .. وهي تخطئ وتنسى السكين في ساندوتشة والدي .. تخونني ذاكرتي في تذكر غضبها وحزنها .. وتقتص كل مشاهد حياتها القاسية والحزينة.
سيأتي يوم ما -بإذن الله- وسأكون مسؤلًا مباشرًا عن حياة طفل صغير ينسبه الناس لي بالاسم و”الملكية”.
ولطالما فكرت طويلًا فيما يعنيه ذلك وماهي الأشياء التي أنوي فعلها ..
والتهمة التي يتهربون منها جميعًا بالاشتراك هي صفة “الإجتهاد”! و شخصيًا في مرحلة معينة من دراستي كنت لا أحب أن يطلق علي “مجتهد”، ذلك لأني كنت قد اكتسبت مفهوم أن الذكاء خيرٌ من الإجتهاد …