كنت أقرأ مقالًا لشابةٍ صغيرةٍ عن دروس الحياة ، وأعجبني نضجها في معظم النقاط التي ذكرتها؛ لذا قررت أن أقوم بترجمته لكم بتصرف مع إضافة ما تعلمته من تجاربي الخاصة.
.
1. كل واحدٍ فينا كائنٌ فريد؛ لذا من الطبيعي أن تكون طرقنا في الحياة مختلفة تمامًا عن الآخرين
لا يوجد أنماط، ولسنا مطبوعين بقالب كعك. أتينا إلى الدنيا وحدنا بدون دليل تعليمات. أصدقاؤنا بعضهم أطباء وطبيبات، بعضهم مهندسين ومهندسات، وبعضهن أمهات فحسب بينما البعض الآخر عاطلٌ ومسترخي. لا يمكننا أن نكون ما يكونه الآخرون، لأننا لسنا الآخرين.
بالطبع نحتاج أن نقضي بعض الوقت من أعمارنا في محاولة معرفة من نكون، وماذا نريد! ليس ما يريده والدينا ولا ما يظنه أصدقاؤنا المفضلون، ولا حتى ما نعتقد أنه يجب أن يكون.
2. سيكون هناك من هو أنجح منك دائمًا!
وهذه هي أكثر الحقائق واقعيةً من دروس الحياة في كل مكان، ستجد من هو أذكى منك، ومن هو أجمل منك. من لديه لمسة سماوية تجعله أفضل منك فيما تبرع فيه، مما سيجعلك تشعر أنك لا شيء. والمغزى هنا ليس إثارة بؤسك وشفقتك على نفسك؛ بل لتتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين. الأمر أشبه بمقارنة تفاحة ببرتقالة! لا يمكنني أن أكون أنت أبدًا، ولكن لنفكر بالأمر من ناحية أنه طالما هناك المئات من الناس من هم أفضل مني، هناك دائمًا قائمة مماثلة للناس الذين هم أسوأ مني، ألا يجعلك هذا تشعر بشعورٍ أفضل؟
.
3. احصل على كل ما تستطيع من رسائل التوصية
مدير مدرستك، بروفسورات الجامعة، مدراء، رؤساء، مشرفين أو مستشارين كلهم موجودين لمساعدتك. لا تخجل من سؤالهم للتوصية قبل أن يفقدوا ذواكرهم وينسوك ( سيؤثر أصحاب هذه المراكز على مسيرة حياتك بكل تأكيد، ورسائل التوصية جزءٌ من التأثير) وحتى لو نسوك حاول نكز ذواكرهم قليلًا وبالغالب سيتذكرون. وسواءً كانت رسالة توصية بعد التخرج أو بعد إنهاء عمل أو حتى عملٍ تطوعي؛ من المهم أن تحصل على رسالة توصية. ابتلع خجلك والشعور بالغرابة واسأل؛ وإن رفضوا أو اعتذروا أو حتى تناسوا فقد عملت ما بوسعك.
.
4. ستقع في حب من لا يحبك أو لا يعاملك جيدًا
وسيكون الأمر بشعًا، مؤلمًا، ممتعًا أحيانًا، غريبًا، سخيفًا، حزينًا، ومن أمور الحياة التي ستمر عليها أثناء عيشك لسنواتٍ طويلة. ستحب من لن يتزوجك، ولن تذهبا لشهر عسلٍ في المالديف. ستصادق من لن يقدر صداقتك، ولن يرغب باستمرارها خارج نطاق مصالحه الخاصة. ستضع أناسًا في حساباتك، ولست في حساباتهم. لكنك ستتجاوز كل ذلك بعد مرور بعض الوقت.
.
5. “التعليم” أولًا وأخيرًا.. نظاميًا كان أو عمليًا
نعم! أكمل الثانوية، ثم اذهب إلى الجامعة وتخرج، واحصل على عمل، وإن أمكنك أن تحصل على شهادات أعلى فاحصل عليها، لا يمكنك العمل براتب منخفض طول حياتك لأنك غير متعلم. وبالإضافة إلى ذلك تحتاج أن تتعلم مهارات و دروس الحياة وتعاملات الشارع ودروسه القاسية! لا تنتقل إلى بيوت الصفيح، فهذا ليس ما أقصده، لكن عليك أن تحتك بالناس أكثر وتتعلم دروس الحياة بكل مراتبها وأشكالها، حتى لا تقع في نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا.
.
6. سيموت والديك في أخر المطاف
تلك نهايتنا الحتمية، لا تنصدم ولا تتحطم بعد موت أحدهما أو كلاهما. في كل مراحل حياتك هناك احتمالٌ كبير أن يموت أحدٌ قريب منك أو تحبه، وفي النهاية ستموت أنت كذلك.
كذلك لا يمكنك أن تتوقع أن يترك لك والديك إرثًا بعد موتهما أو وصيةً يذكرانك فيها، اعتمد على نفسك واكبر منذ اللحظة. تعلم واعمل وابن حياتك بنفسك. توقف عن طلب المال منهم وجرب أن تفعل العكس بسؤالهم إن احتاجوا للمال أو بعض العون، قد يسعدهم ذلك ويشعرون باهتمامك وتقديرك.
.
7. لا يمكن أن تعيش دون أن تفشل!
لا نجاح في هذه الحياة دون محاولات فاشلةٍ، الكثير منها في الحقيقة. وستمر بفترة أزمة منتصف العمر المليئة بالفشل والمحاولات والبحث والصعوبات، فلا تنتحر ولا تعلن أنها نهاية العالم. هذه محطة عبورٍ أيضًا، وإلا كيف وصل الناجحون إلى أماكنهم اليوم؟ ودوام الفشل مستحيلٌ مثلما هو البقاء على قمة موجة النجاح! استمر في التحرك للأمام، محاولات الفشل اليوم هي تمهيد للنجاح غدًا.
.
8. تناول طعامًا صحيًا، وتمرن
إذا لم يكن لديك عملٌ ولا زوج/زوجة أو أطفال أو حبيب/ـة، ولا هوايات تشغلك ولا مال أو حتى أصدقاء! أضف بعض الخضروات لطعامك واشرب الكثير من الماء بدلًا عن المشروبات الغازية أو القهوة، اخرج وامشِ أو اركض، أو قم بعمل تمرينات يوغا أو ضغط في غرفتك. صحتك هي كل ما تملكه اليوم، وأغلى ما تملكه غدًا.
.
9. “البكاء” ليس ممنوعًا!
لا أحد يمنعك من البكاء أو التعبير عن مشاعرك، فانطلق!
عبر عن حزنك وبؤسك، وانشر فرحك وابتهاجك، بتوازنٍ بالتأكيد. لا أحد سيقبض عليك بتهمة الضحك أو البكاء. ولن تموت وحيدًا لأنك تتحدث إلى الناس حولك بما تشعره وما تفكر فيه.
.
10. السفر ليس كل شيء!
نشعر أن حياتنا قصيرة لنعرف كل شيء، نتمنى أن نطوف حول العالم ونسافر ونرى كل شيءٍ. وصحيحٌ أن السفر ممتعٌ ومبهجٌ ومجددٌ للطاقة ومنبع للمعرفة ومليءٌ بالخبرات، لكنه ليس كل شيء!
لن تكون حياتك بلا معنى إذا لم تزر في حياتك غير مدينةٍ مجاورة، ولن تعد جاهلًا لأنك لم تصعد طائرةً!
لا يزال بإمكانك الحصول على نفس البهجة في أشياء كثيرةً تقوم بها، أو ببساطة يمكنك أن تسافر في صفحاتِ كتابٍ أو فلمٍ وثائقي؛ أو حتى بتصفح مناظر الشوارع على خرائط جوجل.
.
11. “السياسة والدين” سيظلان دومًا موضوعًا للنقاش!
اصرخ كثيرًا أو قليلًا، لكن لا تحاول أن تغير قناعات الآخرين وآراءهم. لا تحاول أن تسلب من الآخرين ما يملكونه من آراء مهما كنت تظن أنك محق! قبلك ملايين البشر منذ بدء الخلق خاضوا نقاشات السياسة والدين ولو بأشكال أخرى وسيظل هذين الموضوعين محل نقاشٍ بعدك.
.
12. يمكنك أن تكون مؤثرًا حتى لو لم تكن مشهورًا
إن شراءك مواد غذائية لعائلة فقيرة سيؤثر في أناسٍ أكثر من تصدق تاجرٍ كبيرٍ بآلاف الدولارات لحل مشكلة الفقر في بلادك. لماذا؟ لأنك تعرف تمامًا أين يذهب مالك، بينما لا أحد يعرف أي أثرٍ يحدثه مال التاجر ولا أين ذهب!
لا تحتاج أن تمتلك موقعًا الكترونيا أو قناة يوتيوب مشهورة أو تنشر كل عامٍ كتابًا لتكون مؤثرًا، إن استماعك لمشاكل الناس حولك ومساهمتك في حلها بشكلٍ إيجابي يحدث أثرًا بالفعل. مبادرتك للمساعدة في أي طارئٍ لقريب أو صديق يترك أثرًا حقيقيًا كذلك.
.
13. تعلم شيئًا جديدًا كل يوم
مهارة جديدة، لغة جديدة، طبخة دجاج غريبة، طريقة وضع الكحل بشكل مختلف، كيف تضحك بشكل لائق، كيف تجلس برقي، رقصة من طرف العالم الآخر، ما تقوله لأمك عندما تحزن، كيف تحضن أحدهم وتريح قلبه، كيف تجعل طفلًا رضيعًا ينام. شيئًا جديدًا كل يوم! صغيرًا أم كبيرًا لا يهم! فقط تعلم.. لا تكتف أبدًا ولا تتوقف عن التعلم. حياتك مثل لوحةٍ كبيرةٍ بيضاء جاهزة لتملأها، وأنت تعرف ذلك!
.
14. ابذل جهدًا في علاقاتك المهمة!
تلبس أفضل ما عندك وتتهندم عندما تذهب لمقابلة عمل، تتحدث بتهذيب وتنتقي ألفاظك بعناية وتتصرف بلباقة عندما تقابل أناسًا للمرة الأولى أو لأمرٍ مهم. لأنك تريد أفضل النتائج والانطباعات من هذه اللقاءات!
بينما تتساهل وتتراخى حين يتعلق الأمر بأقرب الناس إليك، وكأنك واثقٌ أن حبهم غير مشروط ولا نهائي. وإليك الأخبار السيئة؛ ليس هناك حبٌ لا نهائي أو غير مشروط بدون أن يتذبذب تبعًا لتعاملنا مع هذا الحب وهذه العلاقات.
من أهم دروس الحياة : أهم الناس في حياتنا هم أولى الناس بالمعاملة الجميلة والكلمات المنتقاة والمراعاة والحرص والإحسان، لأننا نريدهم أن يبقوا دائمًا معنا.
اقرأ أيضا: الطريق إلى خط الفقر
15. لا تفعل أشياءً من أجل الحب، افعلها من أجل الاحترام
الحب أعمى وساذج ومتذبذب، يدفعنا إلى فعل الكثير من التصرفات الحمقاء والتي نندم عليها غالبًا. لا تدلل أطفالك لكي يحبوك! لا تطع والديك لكي يحبوك! لا تنفذ أوامر مديرك لكي يحبك!
تصرف باحترامٍ ومن أجل الاحترام والتقدير! لذاتك، وللآخرين. تخفف من توتر المشاعر والانفعالات والعاطفية، وتعامل بتوازن ومصداقية. الاحترام مكتسب، بينما الحب يأتي وحده .. بسببٍ أحيانًا وكثيرًا بلا سبب!
دروس الحياة
16. ليس في التدخين والمخدرات ما يستحق!
وكل الأشياء الأخرى التي يمعن الجميع حولك في تحذيرك منها، لا حاجة بك أن تدفعك روح المغامرة إلى تجربة لن تثري حصيلة تجاربك بأكثر مما أثرت حياة الموتى والمرضى والمحطمون والمدمنون والمساجين والذين حتى جربوها وتركوها. قبلك كثير فعلوا هذه الأشياء وليس يذكرهم التاريخ! فكن ذكيًا! ولا تقع في الحفرة التي وقع فيها آلاف الحمقى رغم إشارات التحذير على طول الطريق.
.
17. أن تفعل ما قد تندم عليه خيرٌ من ألا تفعل شيئًا
لا تتهور وتلقي نفسك أمام سيارة وتنتحر، فما أقصده هنا تجنب السلبية وكن مبادرًا. في كل موقفٍ تقرر ألا تفعل شيئًا أعد التفكير وافعل شيئًا. السلبية موتٌ محتمٌ لشخصيتك وعلاقاتك ونجاحك. عبر عن مشاعرك وأفكارك، وخذ زمام المبادرة في حياتك، لا تنتظر أن يسألك أحد أو أن تأتيك الفرصة.
.
18. لا صديق كنفسك
لأن الناس يأتون ويذهبون، والمشاعر تكبر وتصغر، والحياة معقدة مليئةٌ بالتقاطعات والانفصالات. ولا أحد يرى مهما كان قربه ما بداخلك. أنت وحدك عالمٌ، كونٌ متكامل! لا أحد سيفهمك ويتفهمك مثلك! ولا أحد سيتعاطف معك ويؤمن بك أكثر منك. إن وجد الأصدقاء الرائعون في حياتك، وأناسٌ متفهمون حولك فأنت محظوظ، ومع ذلك لا يمكنك الاعتماد على حظك للأبد، لابدّ من الاعتماد على نفسك ومصادقتها ومصالحتها وتفهمها ودعمها أحيانًا ومسامحتها أحيانًا أخرى.
.
19. سيأتي وقتٌ؛ لن ترى في المرآة سوى وجهًا قبيحًا
وعليك أن تشعر بالفخر، لأننا جميعًا ناقصين بشكل أو آخر. لا أحد يأتي كاملًا وحياته كاملةً على جميع النواحي! لا تدع نقصك يتغلب عليك، وتعاطف مع نفسك وامدح فيها ما تراه جميلًا بصدق.
.
20. ستفهم هذه الحياة، بعد أن تقضي وقتًا محاولًا ذلك!
لا تخف من هذه الحياة! مثلما أتيت طفلًا صغيرًا وتعلمت كل شيء ابتداءً من تناول الطعام واستخدام الحمام وقراءة الأحرف وفهم الوجوه والمشاعر بعد مرور بعض الوقت، سيحدث الأمر نفسه بالنسبة للحياة. ستفهمها بعد قضاء وقتٍ من عمرك محاولًا فهمها.
ثمة أوقاتٍ سعيدة وأخرى صعبة، ولا شيء يدوم للأبد. لا تخف، وعش بكل قوتك! ستعيش مرةً واحدةً ولوقتٍ قصير.
أخيرًا، إن أعجبتك دروس الحياة هذه أو أحببت ما قرأته فيه، قم بمشاركته ليستفيد أخرون منه.
التنبيهات/التعقيبات