تدويني
  • |

  • |

  • |

  • |

تدويني
  • الرئيسية

  • الارشيف

  • كُتًّاب تدويني

  • سياسة الخصوصية

  • رواية سبع نساء ونصف

ستائر الذاكرة

لـ سمية طه

30/01/2017 | أفكار وخواطر، تدوين، كتابة وتدوين

ستائر الذاكرة

في اليوم المائة لرحيل جدتي الحبيبة لم أتمكن من كتابة ما خططت لكتابته، مرّ اليوم عصيبًا وطويلًا .. ونسيت فحسب. والآن مر مائة يومٍ وأسبوع، وأشعر أن في الذاكرة بعض مما أحتاج قوله.

لا أشعر قط أنني استوفيت حقها في الكتابة بعد رحيلها، ولا حتى في محاولة تخليدها في كلماتي التي يملؤني إيمان سخيف أنها ستبقى بعد موتي.

ثمة مايستيقظ فينا بعض الصباحات يتساءل عن الأماكن التي ألفناها لسنين طويلة، وبرغم أن السقوف في كل مكان تقريبًا تتشابه – بيضاء وخاوية إلا من إضاءات وشباك العناكب- إلا أن نظرة إلى المكان حولنا تستدعي الحنين، لضحكات أمهاتنا ومحاضراتهن الطويلة وأماكن جلوسهن المعتادة في صالات المنزل وليس في غرفهن الخاصة.

وبعد مائة يوم في الذاكرة .. 

إن فقد أحبّ امرأتين إلى قلبي يجعل كلّ حنيني مرتبطًا بهما، ماهو المنزل والوطن والأهل إن لم تكونا هناك؟!

اقرأ أيضًا: تعاملنا مع الموت!

وحين أزيح ستائر الذاكرة وأشاهد عرضها، تظهر أمّي امرأةً بيضاء بعينيين واسعتين وشعرٍ ناعمٍ خفيف يلتف حول وجهها وهي تضحك، لا أستطيع تذكرها إلا ضاحكةً .. حتى وهي تكسر ملاعق مطبخها الخشبية على ظهور اخوتي الأولاد ..  وهي تخطئ وتنسى السكين في ساندوتشة والدي .. تخونني ذاكرتي في تذكر غضبها وحزنها .. وتقتص كل مشاهد حياتها القاسية والحزينة.

وحين يأتي عرض جدتي، تبدو امرأةً جميلةً راقية بالغة التهذيب، ليس بوسع أحد التصديق أنها لم تتلق تعليمًا، لقد كانت هذه المرأة تقرأ وتتحدث العربية، تتحدث الهوسا* وتفهم بعض الانجليزية، بالغة التهذيب ومليئة بعزة النفس رغم كل مامرت به، فرضت على نفسها عمرًا من الوفاء بأي كلمة أو وعد قطعته ومنعت نفسها من قول كلامٍ جارح لأحد أيًا كان مقدار غضبها. كانت أكثر تحضرًا وتقبلًا من أيّ من الأمهات اللواتي كنّ بنصف عمرها.

هاتان المرأتين كانتا جداري وسندي وتطلعي وميزاني في الحياة، كان الكثيرين يستندون عليهما، ولم تكونا تعتمدان على أحد.

لن أدّعي أن الأمور بيننا كانت دائمًا على مايرام، لكنّ هذا يعني فحسب أنهما عملتا بشكلٍ رائع لتربيتي قويةً مثلهما.

شكرًا لكما، ووداعًا.. وإلى اللقاء في العالم الآخر.

مرتبط

التعليم في اليمن
وضع التعليم في اليمن | تدويني
البنات أم الأولاد!
البنات أم الأولاد| تدويني
2
  • تويتر
  • فيسبوك
  • بنترست
  • واتساب
الموتالنساءتجارب

اقرأ أيضًا على تدويني:

  • الوجع الأبيض!

    الوجع الأبيض!

    الوجع الأبيض! لـ أحلام المقالح31/08/2020 | كتابة وتدوين تويتر فيسبوك بنترست واتساب الوجع الأبيض! لـ أحلام... ستائر الذاكرة اقرأ المزيد
  • العيد .. ذكريات وحنين

    العيد .. ذكريات وحنين

    العيد .. ذكريات وحنين لـ سمية طه24/05/2020 | قيم وعادات، كتابة وتدوين تويتر فيسبوك بنترست واتساب العيد .. ذكريات وحنين... ستائر الذاكرة اقرأ المزيد
  • عدن التي تنتمي إلينا

    عدن التي تنتمي إلينا

    لكنك حين تعرف عدن، لا تستطيع إلا أن تشعر كأنك عثرت على قطعة اللغز المفقودة فيك، وتعيدها إلى مكانها، لتتعرف على نفسك من جديد.

    عدن التي تنتمي إلينا اقرأ المزيد

التنبيهات/التعقيبات

  1. رسالة إلى أمي في ذكرى الوفاة الثامنة - […] اقرأ أيضًا: ستائر الذاكرة […]

شاركنا رأيكإلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الأكثر قراءة

  • حل الصراعات - طفل مشاكس | تدويني
    حل الصراعات مع الأطفال
    30 يناير، 2017
  • مخاطر الإنترنت والأطفال | تدويني
    السن القانوني لاستخدام الإنترنت !
    2 يونيو، 2016
  • الأطفال العفاريت | تدويني
    كيف تبقي العفريت في طفلك مشغولًا طوال الصيف
    15 يونيو، 2016

اشترك في نشرة تدويني

مقالاتنا تأتي إليك أولًا بأول

إعلان

إحصائيات المدونة

  • 44٬959 زائر وزائرة

تابعنا

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Pinterest
  • RSS

تصنيفات المقالات

المصادر[+]

المصادر
⇧1 Photo by Alexander Dummer on Unsplash
Photo by Robert Collins on Unsplash
Photo by Shivam Garg on Unsplash
Photo by Olivia Bauso on Unsplash

نشرة تدويني البريدية

مقالاتنا تأتي إليك أولًا بأول

انضم مع 10 مشتركين

زيارات تدويني

  • 44٬959 زائر وزائرة
Privacy & Cookies: This site uses cookies. By continuing to use this website, you agree to their use.
To find out more, including how to control cookies, see here: سياسة الخصوصية

تدويني على شبكات التواصل

  • Twitter
  • Facebook
  • Instagram
  • Pinterest
  • RSS

صفحات تدويني

  • الرئيسية
  • الارشيف
  • كُتًّاب تدويني
  • سياسة الخصوصية
  • رواية سبع نساء ونصف
تدويني - مدونة شخصية © 2015 - 2020

  • تويتر
  • فيسبوك
  • بنترست
  • واتساب