قريبًا يقيم الصينيون احتفالاتهم الهائلة بما يعرف السنة الصينية الجديدة أو ما يعرف باحتفال الربيع، وذلك في أول يومٍ يظهر فيه القمر الجديد خلال الفترة ما بين 21 يناير و20 فبراير. أي أن السنة تبدأ بتاريخٍ مختلفٍ من عامٍ لعام آخر، وفي عامنا هذا 2019 ستكون الاحتفالات مابين الرابع والعاشر من فبراير.
احتفال السنة الصينية
تمتد الاحتفالات من رأس السنة لخمسة عشر يوم، تبدأ الاستعدادات لها من أسابيع، ثم تبلغ ذروة الاحتفال ليلة السنة الجديدة، وتنتهي في مهرجان المصابيح.
تمتد عطلة السنة الصينية في الصين تمتد لتقارب الشهر بالنسبة لطلاب المدارس، ويحصل فيها الموظفون على عطلة مابين أسبوع وعشرة أيام، يجتمع أفراد العائلة في عشاء واحد من كل أطراف العالم.
بغض النظر عن مكان وجودهم ، يحاول الناس جهدهم للعودة إلى ديارهم من أجل لم شمل العائلة ، مثل الغربيين الذين يحاولون قضاء عيد الميلاد مع أسرهم. في هذه الأثناء ، تسافر بعض العائلات معًا خلال العطلة. وهذا ما يجعلها أكبر هجرة سنوية في العالم ، والمعروفة باسم “مهرجان الربيع للسفر”. حيث يمكن أن يصل إجمالي الرحلات التي تتم بواسطة الطائرات و القطار والحافلات والسفن إلى ما يقرب من 3 مليارات.
وقد أثرت الثقافة الصينية بقوة على احتفالات السنة القمرية الجديدة بالثقافات المجاورة، بما في ذلك العام الكوري الجديد، والياباني، والفيتنامي، كما يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم في البلدان التي تسكنها أعداد كبيرة من الصينيين في الخارج ، بما في ذلك سنغافورة ، إندونيسيا ، ماليزيا ، تايلاند ، كمبوديا ، الفلبين ، وموريشيوس ، بالإضافة إلى العديد من الدول في أمريكا الشمالية وأوروبا. أي يحتفل بهذه المناسبة ما يقارب سدس سكان العالم.
اقرأ أيضًا: عيد ماليزي .. عيد الألوان
عام الخنزير 2019 وعام الفأر (الجرذ ) 2020
وفي الصين ، لكل دورة قمرية تبلغ 60 سنة وتعد 12 سنة الدورة صغيرة. يتم تعريف كل سنة منها بحيوان: الجرذ ، الثور ، النمر ، الأرنب ، التنين ، الثعبان ، الحصان ، الأغنام ، القرد ، الديك ، الكلب ، والخنزير. و عام 2019 هو عام الخنزير، حيث تزين رسوم الخنزير الزينة، والظروف، والتعليقات، بينما عام 2020 هو عام الفأر أو الجرذ وتستخدم صوره في كل مكان.
لكن هل ستكون احتفالات العام 2020 هي نفسها مع انتشار فايروس كورونا الجديد؟!
طقوس السنة الصينية
ومن الطقوس أن تقوم كل أسرةٍ بتنظيف بيتها تنظيفًا عميقًا وشاملًا، وتتخلص من كل الأشياء القديمة وغير المفيدة، من أجل إفساح مكانٍ لبداية جديدة مغمورة بالحظ.
توضع كذلك حول المنزل أشجار ونباتات ترتبط ارتباطًا عميقًا بهذه المناسبة، مثل شجرة أزهار الكرز، وشجرة المندرين، وأشجار أخرى.
وبالإضافة إلى العشاء، والتجمع العائلي، والاحتفالات، ومهرجان المصابيح، فإن الألعاب النارية التي اخترعها الصينيون بالأصل هي أهم مظهر لهذا الاحتفال، حيث يتم إستهلاك أكبر عدد من الألعاب النارية لبدء العام بإخافة وطرد الأرواح الشريرة.
يرتدي الجميع ملابس جديدة، وكذلك يحصل الجميع خاصة الأطفال على المال موضوعًا في مظروف ورقي أحمر ( يعرف باسم آنج باو)، حيث يبرز اللون الأحمر والذهبي في كثير من تفاصيل هذا الاحتفال.
ويتناول الصينيون الكثير من الطعام المعد خصيصًا لهذه المناسبة، وكذلك الحلويات. كما يتبادلون الهدايا، ويقيمون الطقوس المختلفة لبداية مليئة بالخير والبركة والرزق.
وتعد رأس السنة الصينية عيد ميلاد وطني للجميع، لا يهم متى ولدت، بل يكبر الجميع سنة!
اقرأ على المدونة أيضًا: تجربتي في التعليم مع الأطفال الصينيين
التنبيهات/التعقيبات