هل هناك سن معينة لبدء استخدام الإنترنت؟
وكيف يؤثر الإنترنت على الأطفال قبل وبعد هذا “العمر الإفتراضي”؟
لماذا يظن الجميع أن مخاطر الإنترنت محصورٌ بالمواد الإباحية؟
أصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي متصدرًا قائمة المهام اليومية في حياة الكبار والأطفال على حدٍ سواء، ويقصد بـ”مواقع التواصل الاجتماعي” هي التقنيات المتاحة على الانترنت ويستخدمها الناس في التفاعل مع غيرهم، بما في ذلك شبكات التواصل مثل الفيس بوك والتويتر أو مواقع الفيديو مثل اليوتيوب. وحتى المدونات والتعليقات وغيرها من التصنيفات؛ ولأهمية هذا الأمر لا تكاد تجد موقعًا في الإنترنت لا يستخدم أي وسيلة تفاعل اجتماعي ليبقى على صلةٍ مع زائريه.
وفي الأعوام الأخيرة أصبح الإنترنت ذا مكانة ٍ أساسية في الحياة، ومحورًا رئيسيًا في جوانبها المتنوعة؛ إذ لم يعد بالإمكان نكران المشكلة أو التعامل معها بأسلوب الحجب و”الباب اللي تجيك منه الريح”..
حيث تشير التقارير والإحصائيات دومًا إلى تزايد في عدد المستخدمين وأكثر من 7 مليار هاتف ذكي !
.
ولست أنوي التحدث عن فوائد الإنترنت وأهمية الاستخدام الجيد وغير ذلك؛ لأنها أمور بديهية وعفى عليها الزمن؛ غير أن هناك أمور يغفل عنها الكثير رغم خطورتها وأهميتها.
الأمر أشبه بقيادة السيارة، فمن السذاجة أن تعطي السيارة لأحدهم دون التأكد من مهارته في القيادة ومعرفته لقواعد السلامة وأبسط القوانين المرورية؛ وهذا ينطبق أيضًا على الكبار والصغار على حد سواء.
.
ماهي مخاطر الإنترنت على الأطفال أو “من لا يجيد القيادة”؟
.
كل مخاطر العالم الحقيقي تقريبًا متواجدة ٌفي العالم الافتراضي “الإنترنت”، وتخيل معي جلب جميع ما في العالم من سيئات ومصائب إلى ما لا يبعد عنك أكثر من ضغطة زر !
وفي الحقيقة لست ممن يتمنى مدينةً فاضلةً في هذا العالم؛ فهي وهمٌ وبعيدةٌ عن واقعية الحياة، ولكن الوقاية خير من العلاج. فماهي المخاطر وكيف التعامل معها والتزام قواعد السلامة في عالمٍ ملئٍ بالمساوئ والمخاطر؟
-
مخاطر الإنترنت “اعرف عدوك”:
-
-
-
-
انتحال الهوية والابتزاز
انتحال الهوية والابتزاز ليس محصورًا على الشخصيات الهامة والمشهورة، وهي جرائم يعاقب عليها القانون ويجب التعامل معها بحذر.
-
التحرش والاختطاف
يتعرض الكثير من الأطفال -والشباب أيضًا-لمحاولات اختطاف عن طريق الإنترنت وذلك عبر استدراجهم لأماكن مشبوهة أو مقابلة أشخاص مجهولين بالتهديد أو الإغراء. ويأتي التحرش الإلكتروني عبر رسائل وأحاديث بذيئة ومؤذية للطفل أو “الشابة” غالبًا.
-
التنمر الإلكتروني Cyberbullying
التنمر بشكل عام هو أحد أشكال الإساءة والمضايقات نتيجة امتلاك قوة بدنية أو اجتماعية أكثر من الضحية، وإما أن يكون لفظيًا أو جسديًا ونفسيًا بصورة متكررة مما يؤدي إلى نتائج وآثار سلبية على الضحية. ونتيجة انتشار التكنولوجيا في حياتنا ظهر مصطلح “التنمر الإلكتروني Cyberbullying ” ويعني استخدام التقنية والوسائل الحديثة في ممارسة التنمر على الآخرين.
-
الإعلانات والمحتوى الغير مرغوب
محتوى الإنترنت بطبيعة الحال غير خاضع للرقابة، لذا يسهل تعرض الأطفال إلى محتوى غير لائق أو غير مرغوب. ولا ينحصر ذلك في المواد الإباحية وإنما يشمل المحتوى السيء عمومًا من عنصرية وعنف وتشجيع على تعاطي المخدرات والكحول أو الانتحار أو الترويج لمستحضرات مضرة بالصحة وغير مرخصة أو البيع غير المشروع. أيضا الوصول إلى معلومات مشجعة على تحضير المتفجرات أو المخدرات المنزلية وما إلى ذلك من محتوى غير جيد.
-
-
-
-
-
-
-
-
السرقة
تحصل العديد من السرقات مؤخرًا نتيجة حصول بعض الأشخاص على معلومات شخصية من المفترض عدم معرفتها، مثل التفاصيل المتعلقة بالمنزل ومواعيد السفر وأشياء أخرى لا يجب نشرها للعامة.
-
-
-
-
A photo posted by Abdullah Jaber (@jabertoon) on
-
-
-
-
مخاطر سياسية وقانونية
هناك العديد من المخالفات القانونية يرتكبها زوار الإنترنت وغالبًا ما تكون لها عقوبات صارمة في القوانين حسب كل دولة، ومعرفة المحظور وتجنبه أمر بديهي. كما أن هناك العديد من الدول أصبحت تمتلك ما يسمى “قانون الجرائم المعلوماتية”. وتتنوع المخالفات بين انتهاك لحقوق الطبع والنشر أو تبادل المواد الإباحية Sexting أو نشر آراء سياسية واجتماعية مخالفة للقانون.
-
النصب والاحتيال
تتم العديد من المراسلات في الإنترنت مع أشخاص لا نعرفهم مسبقًا وقد يمتلك أحدهم هوية مزيفة وبناء على ذلك يسهل خداع أي شخص بطرق عديدة للنصب والاحتيال. مثل رسائل البريد المزورة أو المواقع المزيفة وخداع وسائل الدفع. وكلها تهدف للحصول على بيانات خاصة أو مبالغ بدون وجه حق.
-
البرمجيات الخبيثة
هناك الآلاف من البرمجيات الخبيثة في شبكة الإنترنت، تعمل البرمجيات الخبيثة على التسلل إلى الحاسوب بهدف التجسس أو القرصنة مثل حصان طروادة أو برمجيات مدمرة مثل الفيروسات.
-
مخاطر صحية
مثل آلام الرقبة والظهر نتيجة الاستخدام المتواصل للهاتف أو الحاسوب دون الاهتمام بوضعية الجلوس وتمارين الراحة. أو آلام في العين أو تدهور في الإبصار، ويوجد العديد من التمارين والوسائل للحفاظ على الصحة في هذا المجال.
-
مخاطر نفسية
أبرز مخاطر الإنترنت النفسية التي تواجه الأطفال خاصة هي “اكتئاب الفيس بوك” نتيجة المقارنة بالآخرين والبحث عن المثالية ووهم الشهرة وهناك مخاطر أخرى مثل الأرق والإدمان وفقدان الطفل مهارة تكوين علاقات طبيعية في الحياة الواقعية بالإضافة إلى مخاطر أخرى.
-
-
-
.
-
-
-
- إجراءات السلامة ” الوقاية خير من العلاج”:
-
-
مبادئ أساسية ينبغي تعليمها للطفل
أ) ليس كل ما ينشر في الإنترنت صحيح وقانوني.
ب) الحياة الحقيقة تأتي قبل العالم الافتراضي.
ج) عدم التحدث مع الغرباء.
د) كيفية التعامل مع الإساءة والإبلاغ عنها.
هـ) الحيطة والحذر. -
الخصوصية
أ) استخدام إعدادات الخصوصية في الشبكات الاجتماعية مثل تشارك المعلومات والمحتوى وغيره، ومن المهم تعليم الأطفال كيفية استخدامها.
ب) الحفاظ على كلمة المرور والبيانات الهامة.
ج) عدم خرق خصوصيات الآخرين.
د) استخدام الحظر block وعدم الاستجابة. -
عادات وقواعد أخلاقية:
عدم استخدام الهاتف أثناء التحدث مع الآخرين أو وضع الهواتف بعيدًا عن المائدة أو الجلسات العائلية. والتوقف عن الشعور بالأمان خلف الشاشة ومعاملة الآخرين بخلاف الواقع وتجنب الإساءة والتصرفات الغير أخلاقية.
-
ماذا يمكنك أن تنشر على الإنترنت ولماذا؟
كل ما ينشر في الإنترنت يعبر عنك ويعكس صورتك للآخرين ولا يمكن حذفه أو استرجاعه حتى لو قمت بحذفه، كما يمكن استخدامه قانونيًا ضدك.
-
الإشراف والمتابعة
يبقى الوالدين على إطلاع ومتابعة لتصرفات الطفل وسلوكياته، ومعرفة وقوعه في المشاكل وسرعة معالجتها مع تجنب الحرمان والعقاب المطلق لأنه غير مجدي ولابد أن يجد وسيلة أخرى.
-
القدوة الحسنة
يميل الأطفال دومًا إلى اتخاذ قدوة عليا وتقليد تصرفاته وعاداته، ومن شابه أباه فما ظلم.
-
-
-
.مخاطر الإنترنت
إن عالم الانترنت ليس أقنعةً نختبئ خلفها ولا مسكنات ألم ولا حتى وهم نهرب إليه من واقعنا! إن الكلمة على الانترنت تؤلم بقدر الكلمة التي تقال في الوجه، وتبقى السرقة هي السرقة حتى لو كانت لبيانات رقمية، والخطيئة هي الخطيئة افتراضيةً كانت أم حقيقيةً، والخيانة خيانة! وكوننا لاننطق الكلمات ولا نلمس الأشياء بأيدينا ولا نشم روائحها، ولانراها أمامنا حيةً لا ينفي أن من وراء الشاشات في الجهة الأخرى حيٌ مثلنا.
تبقى القيم والوعي الداخلي والضمير والمبادئ مهمةً مهما تقدم العالم ومهما تطورت التكنولوجيا، ويبقى الإنسان هو الإنسان بحاجةٍ للحب والوعي والتعليم. وبالمقابل فإن كل جديدٍ يأتي ليس عدوًا ولا شيطان. لنبقِ أخلاقنا وإنسانيتنا في أعلى مقامها ونستخدم التكنولوجيا كأدواتٍ مفيدةٍ سهلت حياتنا وقربت البعيد وجعلت كثيرًا من الأمور المستحيلة ممكنة.
للأسف لم يعد حالياً سن معين
اصبح الطفل الصغير يدخل على النت
الوضع يخوف
فعلًا، وضع مقلق علينا تداركه قبل أن يقع الأطفال في المخاطر.
اصبحا فى 2021 واصبح الوضع اكثر تعقيدا والرقابة اصعب