يشير مصطلح “إدارة الصف” إلى المجموعة الواسعة من المهارات والتقنيات التي يستخدمها المعلمون للحفاظ على تنظيم الطلاب وتنظيمهم وتركيزهم والاهتمام بهم وإثراء إنتاجهم من الناحية الأكاديمية خلال الفصل الدراسي.
وفي الحقيقة فإنه عندما يتم تنفيذ استراتيجيات إدارة الصف بشكل فعال ، يقلل المعلمون من السلوكيات التي تعيق التعلم، مع تعزيز السلوكيات التي تسهل أو تعزز التعلم.
وبشكل عام ، فإن جزءًا كبيرًا من فعالية المعلم تكمن في مهاراته في إدارة الصف الدراسي.
وفي هذا المقال اخترت عشرًا من استراتيجيات إدارة الصفّ التي جربت معظمها، وقرأت الكثير عن بعضها، وتحديدًا هذه الاستراتيجيات أكثر نفعًا للمراحل الأساسية.
1- كن مثالًا للسلوكيات التي تريد أن تراها!
يكتسب الأطفال مما يرونه أكثر مما يسمعونه، فاستخدم لغة مهذبة، ودرجة صوتٍ مناسبة، وأظهر اهتمامك بالآخرين، لا تقاطعهم عندما يتحدثون، كن مثالًا حيًا لما تريد من تلاميذك أن يعملوه.
2- اكتب قوانين صفك!
على الأطفال أن يعرفوا أنهم عندما يضعون أقدامهم في صفك، أو عندما تدخل إلى صفهم، أن هذا عالم مختلف، وأنك من يديره، وفق قوانين محددة، وعلى الجميع أن يتبعها من أجل صفٍ هادئ ودرس ناجح. لذا من المهم أن تكون هناك قائمة قوانين (قصيرة) وواضحة، وايجابية، مثلا: نحن نستأذن! أو مثل: نحن نتشارك! أو: نحن نعامل بعضنا بلطف.
وهذه القوانين يجب أن تكتب بشكل واضح وتعلق أمام أعين الأطفال، ويتم تذكيرهم بها بشكل مستمر، خاصة في الأسابيع الأولى.
دع التلاميذ يساعدونك في إعداد هذه القوانين، فعادة يميل الأطفال إلى اتباع القوانين التي شعروا أنهم كانت لهم يد في إقرارها.
3- عند كسر القوانين، اتخذ الإجراءات الصغيرة أولًا!
عندما يخالف أحد الأطفال القانون المتفق عليه، اتخذ اجراءًا صغيرًا، ولا تذهب كل الطريق، من أجل ألا تستهلك كل عقوباتك مرة واحدة.
والأهم أن تتجنب أبدًا أن تعاقب الصف كاملًا مهما كان سوء الوضع!
4- المهام المناسبة لقدرات الأطفال هي جزء مهم من عملية إدارة الصف
بعض الأطفال يفضل أن يظهر مشاكسًا، ومتمردًا، ويطرد من الصف، على أن يظهر بمظهر الغبي أمام أصدقائه عند عجزه عن إنجاز المهام الموكلة إليه، لذا من الأفضل منح الأطفال مهام متفاوتة متناسبة مع مهاراتهم وقدراتهم.
5- امدح، اشكر، ميز!
كما أنه من المهم تحديد السلوك السيء، ومعاقبة المسيء، كذلك بالنسبة للسلوك الجيد؛ امدح السلوك الجيد، واشكر الأطفال على أدائهم الرائع، ميز الأطفال الذين يقومون بكل ما يطلب منهم، والذين يبادرون بأشياء جيدة.
انشيء نظاما لتعزيز السلوكيات الجيدة، ولا تشعر بالملل من تكريم الأطفال أسبوعيا، ولا تجعل تركيزك ينصب على السلوكيات السيئة والأخطاء، لأن هذا سيجعل الأطفال الجيدين يرغبون في الحصول على الاهتمام الذي يحصل عليه الأطفال مثيري الفوضى بسلوكيات مشابهة.
6- اخلق روتينًا لصفك
تأتي أهمية الروتين من كونه مساعدًا هامًا في الحفاظ على استقرار الأطفال وهدوئهم، وتجنب الارتجال الذي يخلق الكثير من الفوضى.
حين يكون هناك روتين واضح، ويعرفه الأطفال، فإنهم يسيرون عليه بسهولة، ويقل مستوى توترهم وإزعاجهم، لأنهم يعرفون ما يتوقعون، ويعملون ما يتوقع منهم.
7- الاتصالات الإيجابية للمنزل
ما أسهل أن تحدث مشكلة في المدرسة، فيسرع المعلم ليتصل بولي أمر التلميذ ليشكو مشاكاساته، أو حتى تقصيره!
لكن في الحقيقة إن الاتصالات الايجابية ذات أثر أكبر!
اتصل بوالدي تلميذك حين يظهر سلوكًا جيدًا، أو تقدمًاـ أو حتى قم بإرسال رسالة شكر، وسترى النتيجة!
8- لا تطلب حب تلاميذك
لا تكن عاطفيًا، ولا تنتظر حب تلاميذك لك، ولا حتى تعامل أهلهم معك بشكل جيد، في الحقيقة ليس عليك إلا أن تفكر بجودة عملك، وتحسين مستوى وسلوك تلاميذك، وتطوير نفسك!
أحب تلاميذك، وأعطهم الاهتمام، ولا تنتظر شيئًا.
9- امنح التلاميذ الخيار!
” هل ستتوقف عن التحدث إلى زميلك أثناء الدرس؟ أم تفضل أن تجلس وحدك؟”
“هل ستكتب واجبك الآن؟ أم ستكتبه في وقت اللعب؟”
” هل ستنهي واجبك وحدك؟ أم تريد أن يساعدك فلان؟”
إن اتخاذ القرار قوة تؤثر على مدى اقتناع الأطفال بما نريده منهم!
اقرأ أيضًا: حل الصراعات بين الأطفال
10- توقع المشكلات، وكن مبتكرًا في إيجاد الحلول!
في أول أعوام عملي كمعلمة، كان ثمة طفلٍ من صفٍ آخر يبكي لقرابة ساعة، لأنه كان يظن أن ابتلع عملة معدنية! وحدث أني كنت مارةً بالصدفة وفي جيبي بضع عملات.
لم يبدو مختنقًا، ولا تظهر عليه أي علامات ابتلاع عملة، فأعطيته زجاجة الماء ليشرب، وأقنعته أنه سيجدها في حذائه، وحين انتهى من الشرب ساعدته على خلع حذائه ودسست قطعة النقود في إحدى فردتي الحذاء، وحين رآها ضحك وسط الدموع، وانتهت المشكلة.