الأطفال اللذيذون مثل طعامٍ هنديٍ حار، لا يمكنك الاكتفاء منه ولكنه يجعلك تبكي!
وفي رمضان والعطلة الصيفية تغلق المدارس ويبقى الأطفال في المنزل! ويا له من شوكةٍ في حلق كل ولي أمر مضطر أن يتحمل فوضى أطفاله وهم طوال اليوم في المنزل!
ومعظمكم لديه ما يشغله عن اللعب مع أطفاله، أو لا تتاح له الفرصة لإرسالهم معظم النهار إلى برامج صيفية وأنشطة مختلفة.
وهذا المقال ليس للأمهات والآباء فقط، بل لكل الذين يعيشون في منزلٍ مليءٍ بالأطفال!
تقول القاعدة المهمة لتربية الأطفال: “إن لم تشغل طفلك شغلك!” وهذه حقيقة، فإن لم يكن الطفل مشغولًا باللعب أو بما تطلبه منه؛ فإنه حتمًا سيشغلك بالأسئلة والمطالب .. ناهيك عن المشاكل!
وغالبًا ما يكون الأطفال فوق الثمان سنواتٍ قادرين على شغل أنفسهم دون الحاجة لمساعدة الأهل طوال اليوم، ويمكن لبعض أولياء الأمور ترك أطفالهم أمام شاشة التلفاز أو الأجهزة الالكترونية ليعم المنزل السلام.
لكن هذا ليس صحيًا دائمًا ولا آمنًا أيضًا، هناك الكثير من المخاطر. اقرأ أيضًا: مخاطر الانترنت !
ولمساعدة أطفالكم في ملء أشهر الإجازة الطويلة، وتنمية مهاراتهم بعيدًا عن المدرسة وكتبها يمكن القيام ببعض هذه الأنشطة أو جميعها:
علبة الأنشطة:
دون 30 نشاطًا مختلفًا متعلقًا بمهامٍ صغيرة حول المنزل تتناسب وعمر الطفل واطوها وضعها في علبة أو صندوق، مثلًا: (عمر 3 سنوات- خمس سنوات: سقي النباتات، استخدام المكنسة الكهربائية، مسح الطاولات، المساعدة في التسوق، ترتيب الملاعق، المساهمة في المطبخ أو الحصول على جزءٍ من العجين لتشكليه)- (عمر ست إلى ثمان سنوات: ترتيب الخضار في سلتها، وفرز المشتريات، المساعدة في انتقاء المشتريات، ترتيب الملابس، نشر الغسيل على المنشر، قص السلطة باستخدام مقص، ترتيب المائدة . . إلخ) وهكذا. تتصعب المهام كلما كبر عمر الطفل. وفي الوقت الذي يشعر الطفل بالملل أو تلاحظ أنه بدأ يشغلك أعطه العلبة ليختار نشاطًا.
مارثون ثلاثي:
لا تحتاج إلى ساحةٍ كبيرة للركض خاصة لو كان الطفل صغيرًا، علق بعض الحبال ورتب بعض الوسائد للقفز في مكانٍ آمن، اصنع تحديات وعقبات متتالية ليتمرن عليها الطفل.
اطلب من طفلك أن يدور حول المكان عدة مراتٍ وراقبه في كرسيك ممسكًا ساعة توقيف متظاهرًا أنك مدرب رياضي عالمي.
يمكنك كذلك تعليق أنبوبٍ للتعلق والتمرن، أو عمل شبكةٍ حول ركنٍ ما ليتظاهر الأطفال بأنهم شبكة جواسيس يقتحمون مؤسسة محاطة أمنيًا.
الأشغال الفنية واليدوية:
كل الأطفال يحبون أن يصنعوا أشياءً بأيديهم، وفر صندوقًا به ورقًا ومقصًا وصمغًا والقليل من الألوان أو الأقلام الملونة، اجمع فيه بقايا رول المطبخ وعلب رقائق الذرة وبقايا الأقمشة والزجاجات الفارغة والقطع المتبقية من بعض الألعاب، ثم اطبع بعض الدروس التعليمية الجاهزة من النت واتركهم يتبعونها أو يبتكرون ما يريدون. سيشغلهم هذا لساعتين ثلاثًا على الأقل.
ملاحظة: للحفاظ على نظافة المنزل ابتكر ركنًا صغيرًا وسمه ركن الأنشطة اليدوية، وعودهم على قاعدة: نحن ننظف بعد أن نعمل أي شيء.
تصوير فلم:
ألفوا قصةً معًا، اطلب من الأطفال تمثيلها وصوروها. يمكن للأطفال القيام بذلك بأنفسهم باستخدام كاميرا أو هاتف.
يمكن استخدام قصة معروفة لدى الأطفال أو شخصياتهم الكرتونية المحببة، ويمكن لهذا أن يكون وسيلةً لغرس لأخلاقيات والقيم التي تريدون.
القراءة:
اقرأ للأطفال، دعهم يقرأون بأنفسهم، وعلمهم القراءة.
القراءة نشاط ذا قيمةٍ طويلة الأجل، وما أكثر المصادر في الانترنت وفي المكاتب في بعض الدول.
اطبع قصةً قصيرة وألصقها في ملف ودع طفلك يقرأها أو اقرأها له إن كان صغيرًا.
مجلات الأطفال بها الكثير من القصص والرسوم الملونة، يمكن الحصول عليها من اكشاك الصحف أو من أناسٍ احتفظوا بمجموعاتٍ منها.
صنع مذكرات:
أحضر لطفلك دفترًا صغيرًا، وسواءًا كان قادرًا على الكتابة أم لا. دعه يستخدم صفحةً واحدةً لليوم الواحد.
ساعده في كتابة التاريخ، ورسم ما فعله خلال اليوم، ربما إضافة جملتين بمساعدتك أو بدون .. ويزداد عدد الجمل والكلمات كلما كبر الطفل.
تعلم لغةً جديدة:
يميل الأطفال إلى اكتساب اللغات الجديدة بشكلٍ سريع، انتقوا لغةً لبلدٍ تتمنون زيارته، اطبعوا بعض الكلمات، تعلموا نطقها من الانترنت، أضيفوا لها بعض الصور. شاهدوا أغاني للأطفال بهذه اللغة، أو ربما مسلسلًا كرتونيًا بها.
بدء مشروع تجاري:
ليس شيئًا كبيرًا، أعط طفلك مبلغًا صغيرًا من المال وخذه للسوق ليشتري بضاعة ويبدأ في بيعها لباقي أفراد الأسرة.
سيعلمه هذا الحساب واستخدام العملات. يمكنك إضافة دفتر حسابات متناسب مع مهاراته في الكتابة.
كتابة الرسائل:
من الجيد للأطفال بعمر الكتابة أن يحاولوا كتابة رسائل لأقارب بعيدين أو أبطال يحبونهم أو حتى أصدقاء المدرسة.
إنه تدريب على الكتابة ولكن بشكلٍ محبب. احضر كروتًا بريديًا أو ورق رسائل وظروف، أو بكل بساطة استخدموا أوراقًا عادية للكتابة وأخرى لصناعة الظرف ” وهذا نشاطٌ آخرٌ جيدٌ أيضًا”.
صنع ديكور لغرفة النوم:
ببعض الأوراق الملونة يمكن للأطفال قضاء بضعة أيامٍ مشغولين بتزين غرف نومهم وهم يشعرون بالبهجة والانجاز.
بناء ملجأ:
علق حبلًا في ركن اللعب، وعلق عليه بطانية. زود الملجأ ببعض الألعاب وكشاف ضوئي ودع الأطفال يعيشون الدور. أو علق الحبل وأعط الأطفال المواد ودعهم يبتكرون.
الخروج من المنزل:
الخروج من المنزل خيارٌ جميلٌ أيضًا، خاصةً أن هناك الكثير يمكن القيام به من الأنشطة مثل: المشي، اللعب، تناول الطعام، الخروج في نزهة.
كذلك يمكن أخذ الأطفال في الزيارات التي يقوم بها الوالدان لأصدقائهم، ويمكن كذلك اصطحاب الطفل لعمل أحد الوالدين إن كان عمله يسمح بذلك.
لا تنس فقط أن تحضر لطفلك حقيبة بها بعض الأشياء التي ستبقيه هادئًا مثل دفتر وأقلام، وبعض الأطعمة الخفيفة، وربما كتاب ولعبة.
Pinterest قد يعطيك بعض الأفكار:
طوال السنوات الأخيرة وأنا أعتمد على هذا الموقع في الحصول على الكثير من الأفكار لفصولي ودروسي مع طلابي.
وهو موقعٌ إجتماعيٌ آخر، لكنه ببساطة يجمع كل الأفكار المتعلقة بأي موضوع كان طالما وضع عليه أحد ما دبوسًا ليصلنا على هذا الموقع.
بانجليزية بسيطة يمكن الوصول إلى مئات الأنشطة التي ستقودك إلى آلاف الأنشطة التي يمكن عملها مع طفلك، أو حتى باستخدام مترجم جوجل. أو بكل بساطة قم بزيارة هذا الرابط.
تعلُّم شيءٍ جديد:
علم طفلك شيئًا جديدًا، قد تكون دروس طبخ، مهارات حياتية صغيرة، علوم طبيعية أو جغرافية، أي شيءٍ جديد سيكون مفيدًا.
لا تدع يومًا يمر دون أن تحاول تعليمه شيئًا جديدًا.
أوراق اللعب والألعاب التقليدية:
علم طفلك اللعب بالأوراق أو المونوبولي، هذه الألعاب تحفز الذاكرة وتقوي التركيز وروابط الأسرة.
انبش ذاكرتك عن الألعاب التي لعبتها أمام ساحة المنزل في طفولتك، علم طفلك والعب معه.
واحفظ تراث بلدك ومنطقتك لأجيالٍ أخرى.
التحديق في السماء:
مشاهدة الشروق بعد الفجر، أو الغروب. التسلل ليلًا لمشاهدة النجوم. مشاهدة السحاب، كل هذه الأمور تعني الكثير من الدهشة للطفل ووقت للاسترخاء بصحبة طفلك.
حيوان أليف، صديقٌ جديد:
الحصول على حيوانٍ أليف قد يمنح الطفل تجربةً مميزةً بالحصول على صديق مدهشٍ ومختلف
قطة أو أرنب، هامستر أو حتى زوج طيور .. أو سمكة.
إن لم يمكن هذا فيمكن أن يزرع الطفل بمساعدة البالغين بذور أي شيءٍ في أصصٍ صغيرة.
إن التلامس مع حياةٍ أخرى يعلم الطفل الاهتمام وينعش روحه الصغيرة، يزرع بذور المسؤولية في نفسه، ويفتح أفاقًا عن الحياة في عينيه.
الغناء والرسم والرقص:
يحتاج الإنسان للتعبير عما به، ويجد الكثير من البالغين التعبير صعبًا، فكيف يشعر الأطفال الذين ليس لديهم المفردات الكافية أو الوعي الإدراكي لمعرفة ما بهم.
يحتاج الأطفال للغناء والرسم والرقص ليعبروا عن ذواتهم ويخرجوا الأشياء الكثيرة المخبأة في دواخلهم الصغيرة.
ولحسن الحظ فإن معظم الأطفال يستمتعون بهذه الأشياء الثلاثة ويحبون أن يقضوا وقتًا طويلًا يمارسونها.
الصناديق القديمة واللاصق:
يمكن إعطاء الأطفال كومة من الصناديق القديمة لصنع بيوت دمى وسيارات واختراعات أخرى، يمكن كذلك رسم طرق سيارات باللاصق على الأرض أو حتى ألعابًا أخرى يمكن لعبها على الأرض. يمكن استخدام بعض شفاطات العصير لعمل سباقات بين أوراق مكومة .. حبات الفشار وغيرها من الأشياء الخفيفة.
الرسم بالطباشير والفقاقيع:
اعطِ الأطفال علبة طباشيرٍ ملونة، واطلب منهم أن يرسموا على الأرض أمام المنزل أو في الحوش.
يحب الأطفال كذلك اللعب بالصابون والماء .. وبالتأكيد صنع الفقاقيع.
.
تمنياتي لكم بعطلةٍ هادئةٍ وخاليةٍ من المشاكسات، والكثير الكثير من التعلم والمرح لأطفالكم.
إن أحببت هذا المقال وكان مفيدًا بالنسبة لك، قوم بمشاركته لغيرك.
الأطفال.. بسمة الحياة، يستحقون منا أن نبذل كل ما نستطيع، لا نريد اقتلاع العفاريت منهم فقط نوجهها للإتجاه الصحيح،
بالنسبة إليّ أدرك اليوم كم هي التربية تحتاج لترويض ولمزيد من الصبر والإيمان.
أحب طفلك واغرقه بالأنشطة الماتعة كي لا ينضج عفريته فيشيخ.. دعه ينفخ بالونته لترتفع كل يوم ويزيد ذكاءه العاطفي.
مقالة تتوغل للعمق وتحلل الواقع، شكراً سمية.
شارة تميز لكِ ولأفكاركِ المُلهمة.. كم نحن بحاجة لتبادلها.. المعرفة والخبرة كفيلتان لأن تقيما حضارة فقط إن سعينا لأجلهما.
شكرًا لمرورك ميمونة. وتعليقك الإثرائي الجميل.
الأطفال جنه الدنيا إذا فهمناهم واجدنا تربيتهم وهم نعمه وهبه من الله سبحانه وتعالى كم كنت أحب مهنتي كمربيه أطفال في الروضة كم كنت ألعب واغني واقفز معهم يالها من متعه جدا رهيبة العمل مع الأطفال وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل لكنها ممتعه جدا نصيحتي لكل أم جديده أو في مقتبل عمرها أن لاتهمل أو تنسى أو تنشغل عن أطفالها وهم في السنوات الأولى من أعمارهم لأن هذه السنوات هي الأساس في تكوين شخصياتهم العبوا وغنوا وارقصوا معهم. ..
لا شك بأنك كنت معلمة متميزة، وأطفالك الصغار في الروضة قضوا معك وقتًا رائعًا لن ينسوه، وأثّر وبنى في شخصياتهم كثيرًا.